ولذا كان من الواجب على العلماء والمربين تنبيه الشباب إلى ما يحاط بهم من انحرافات سلوكية، وأفكارٍ شاذة، تجرهم إليها شياطين الإنس والجن، وتوجيههم والأخذ بأيديهم.
ومن أخطر الأمور التي تُحاك ضد الشاب المسلم سلخه من هويته الإسلامية وأخلاقه الحميدة، ومن ثمَّ تصييرُه تافهاً يتبعُ أتفه منه، ضعيفَ الشخصية مقلداً تبعاً لا يملك من أمره شيء، لايسعى إلا إرضاء شهوات نفسه ونزواتها، لا يفرق بين حرام وحلال، ثم ينسى بعد ذلك اعتزازه بكونه ينتمي إلى خير أمّةٍ أخرجت للناس فلا أمر بمعروف ولانهي عن منكر، وينسى شموخه بكونه يتبع سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- أفضل البشر وسيد ولد آدم، ويتنكر لآبائه صناع المجد والحضارات الذين فتحوا العالم ونشروا توحيد رب الأرض والسموات، ولايدرك كونَه مسلماً وأنّه متى ابتغى العزة بغير الإسلام فقد أذله الله.
ومن مظاهر تضييع هوية المسلم ما يلي:
أولاً: التساهل بالشعائر من فرائض وسنن، والتهاون بها، وأخطر من ذلك الاستهانة بها ووصفها بالشكليات والرجعية والتخلف، فتنقلب المفاهيم والمباديء الشرعية عنده إلى ميوعة وتبعية مقيته، والله -عز وجل- يقول:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(١).