للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» (١).

بل جاءه عنه في الصحيح قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (٢).

وقال في حديث آخر -صلى الله عليه وسلم-: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» (٣).

أَيُّهَا الأخوة: إننا لنندب زمناً ينتخي فيه الرجال والنساء والأطفال إخوانهم، ولا مجيب إلا ما شاء الله وحسبنا الله ونعم الوكيل وهو ملاذنا سبحانه ..

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ..

إنّ الأُخُوَّة الإيمانية أصلٌ كبيرٌ في الإسلام، يُزاوِلُه المسلمُ في علاقته بإخوانه المُسلمين، ومُجتمعه المُسلم مُزاولَةً عباديَّة، ويُمارِسُها كشعيرةٍ من شعائِر الإيمان، يقومُ بها المسلم كفريضةٍ عظيمةٍ لا يدفعُه غرضٌ نفعيٌّ ولا مصلحةٌ ذاتيَّةٌ، وبهذا يصيرُ


(١) صحيح مسلم (٢/ ٧٠٦ - ١٠١٧).
(٢) صحيح البخاري (٣/ ١٨٢ - ٢٤٤٢).
(٣) صحيح مسلم (٤/ ٢٠٧٤ - ٢٦٩٩)، وللاستزادة انظر: نصرة المسلم وموالاته فريضة شرعية د. مهران ماهر عثمان.

<<  <   >  >>