للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المُجتمع المسلم كما أرادَه الشرعُ العظيم كالبُنيان الواحِد يشدُّ بعضُه بعضًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمنُ للمُؤمن البُنيان يشدُّ بعضُه بعضًا» وشبَّك بين أصابِعه (١).

إنها أُخُوَّةٌ تتطلَّبُ التضحيَةَ والفِداء، والتعاطُفَ والتراحُم، واللُّطفَ والرِّفقَ، والدعاء والنصح وغيرها من المعاني، والمسالِك الكريمة التي دعا إليها المُصطفى -صلى الله عليه وسلم- في قولِه: «مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثَلِ الجسَد الواحِد، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسهَر والحُمَّى» (٢).

وأمةُ الإسلام مُطالبَةٌ أن تُحافِظَ على وحدتها الإسلامية، وصفِّها الإيمانيِّ، وأن تحذَر من مكر الأعداء ومُخطَّطاتهم في تفريق الصُّفُوف، وتمزيق وحدة المسلمين، وبثِّ وسائل العداوة بينهم، ونشر عناصِر البَغضاء في مُجتمعاتهم، {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} (٣) الله المستعان.

* * *


(١) صحيح البخاري (٨/ ١٢ - ٦٠٢٦).
(٢) صحيح البخاري (٨/ ١٠ - ٦٠١١).
(٣) جزء من خطبة للشيخ حسين آل الشيخ إمام الحرم النبوي حول الأخوة في الدين
http://www.alukah.net/sharia/٠/٦٧٠٧٧/

<<  <   >  >>