للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما يشرع للمسلم أن يقر بافتقاره إلى الله تعالى، وحاجته إلى رحمته وغوثه، فينسب الفضل إليه سبحانه، لا إلى غيره؛ ولذلك أثنى الله تعالى في الحديث القدسي (١) على من قال «مطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله» وعد من قال ذلك مؤمناً به، كافراً بالكوكب، وذم من نسب المطر إلى النوء، وعده كافراً به، مؤمناً بالكوكب.

ومن الرحمة في الغيث: أنه سبب لتخفيف التكاليف الشرعية، لأن وقت نزوله مظنة مشقة على الناس، فإن كان يشق على الناس بلوغ المساجد جاز لهم الصلاة في بيوتهم، وشرع للمؤذنين أن يؤذنوا فيهم بالصلاة في بيوتهم، كما روى ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ ذَاتُ مَطَرٍ، يَقُولُ: «أَلا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ» (٢).

فإن كان الناس في المسجد أثناء المطر فقد خفف عنهم بالجمع بين الصلاتين.

وكل هذا التخفيف من رحمة الله تعالى بعباده؛ فهو سبحانه رحم عباده بالغيث المبارك، ثم رحمهم برفع ما قد يسببه المطر من حرج ومشقة عليهم. (٣)


(١) صحيح البخاري (٨٤٦).
(٢) متفق عليه؛ البخاري (٦٣٢)، ومسلم (٦٩٧).
(٣) مختصر من خطبة للدكتور إبراهيم الحقيل بعنوان: وينزل الغيث.

<<  <   >  >>