للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما لم يحصلوا من عليّ على جدوى جاؤوا إلى بيت أبي بكر، وقرعوا بابه، فخرجت إليهم أسماء بنت أبي بكر، فقالوا لها: أين أبوك؟ قالت: لا أدري والله أين أبي؟

فرفع أبو جهل يده - وكان فاحشاً خبيثاً - فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها.

وقررت قريش إعطاء مكافأة ضخمة قدرها مائة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يعيدهما إلى قريش حيين أو ميتين، كائناً من كان.

وحينئذ جدّت الفرسان والمشاة وقصاص الأثر في الطلب، وانتشروا في كل مكان حتى وصلوا إلى باب الغار، ولكن الله غالب على أمره، روى البخاري (١).

عن أنس عن أبي بكر قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغار فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما، وفي لفظ: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما (٢)، ثم أكملا طريقهما إلى المدينة النبوية، وجدّ المشركون في الطلب، والله غالب على أمره، فلمّا مرّوا بحيٍّ من مدلج، بصر بهم رجلٌ من الحيّ، فوقف على الحيّ فقال: (لقد رأيتُ آنفًا أسوِدةً ما أُراها إِلا محمدًا وأصحابَه)، ففطِنَ بالأمرِ سراقةُ بن مالك بن جعشم سيّد مدلج، فأراد أن يكون الظفر له خاصة، وقد سبق له من الظفر ما لم


(١) صحيح البخاري (٣٩٢٢).
(٢) مختصر من الرحيق المختوم (١/ ١٤٩).

<<  <   >  >>