للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» (١).

وقبل ذلك كُلِّه استنفارٌ للاجتماعِ للصلاة والذكر ولاستماع الموعظة.

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهم-، قَالَ: «لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نُودِيَ إِنَّ الصَّلاةَ جَامِعَةٌ» (٢).

وفي خطبته وبعد الصلاة الطويلة أمرهم -صلى الله عليه وسلم- أن يتعوذوا من عذاب القبر (٣).

وفي صلاة الخسوف والكسوف ركوعين مع سجودين في كل ركعة طوالٍ جداً قال الراوي: «فَرَكَعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ»، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: «مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا» (٤).

يا الله .. ! ! ولعظمِ هذا الحدث نجد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رأى الجنة والنار في صلاة الكسوف ولفت أنظار النساء خاصةً! ! قال الراوي: ثُمَّ انْصَرَفَ - يعني: انتهى النبي -صلى الله عليه وسلم- من صلاته - وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنِّي


(١) صحيح البخاري (٢/ ٣٤ - ١٠٤٤).
(٢) صحيح البخاري (٢/ ٣٤ - ١٠٤٥).
(٣) صحيح البخاري ٢/ ٣٦ - ١٠٥٠).
(٤) صحيح البخاري (٢/ ٣٦ - ١٠٥١).

<<  <   >  >>