للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ ..

فاللهُ جل وعلا جعلَ للنصر أسباباً، وجعلَ للخذلان أسباباً، واللهُ جلَّ وعلا يقول في كتابه العظيم وهو أصدق القائلين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (١).

ونصرُ اللهِ من المؤمنينَ هو: اتباعُ شريعتِه ونصرُ دينِه والقيامُ بحقِّه، وليس هو سبحانه في حاجةٍ إلى عباده، بل همُ المحتاجونَ إليه سبحانه، وقال سبحانه: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (٢). والصبرُ والتقوى يكونان: بنصرِ الله، والقيامِ بدينِه سبحانه، والتواصي بذلك في السرِّ والجهرِ في الشدة والرخاء في حال الجهاد وما قبله وما بعده وفي جميع الأحوال.

ولقد حذَّر سبحانه من اتخاذِ البطانة من دون المؤمنين، كما في قوله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} (٣) وقد بيّن سبحانه أيضاً في آخرِ الآيات أنهم إذا صبَروا واتقوا لم


(١) [محمد: ٧].
(٢) [آل عمران: ١٢٠].
(٣) [آل عمران: ١١٨].

<<  <   >  >>