للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخرة والجنة والنار .. لا يعني هذا أن نغفل {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (١)، ولكن الأصل {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ} (٢).

ولذا كان ولا بد أن يكون من ثقافة المسلم أنّ كل لحظة يمر بها في هذه الحياة حجة له أو عليه، ومسؤول عنها يوم القيامة.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» (٣).

وقال الحسن البصري: "ما من يومٍ ينشق فجره إلا نادى: يا ابن آدم! أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود فيَّ بعملٍ صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة" (٤).

وما الأيام إلا مراحل يقطعها العبد في سفره إلى الله تعالى وإلى الدار الآخرة.

قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "ابن آدم! إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك" (٥).


(١) [القصص: ٧٧].
(٢) [القصص: ٧٧].
(٣) صحيح؛ صححه الألباني في "صحيح الجامع" (٩٢٥)، أخرجه الترمذي (٣٥١٧)، وابن ماجه (٢٨٠)، وغيرهما.
(٤) كثيرا ما يذكر هذا الأثر عن الحسن في الخطب والمواعظ. على سبيل المثال موسوعة أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام ٨٣٢، ولكن هذا لا يصح مرفوعا كما ذكر الألباني ذلك في السلسلة الضعيفة ونص على وضعه (١٢/ ٣٣٥).
(٥) لطائف المعارف لابن رحب (٣٠٤).

<<  <   >  >>