للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فسألت عنه، فإذا هو مدمن خمر! ! ، وكان يقول اتقوا الذنوب فإنها هي التي أوقعته (١).

ويعظم ذلك إذا كان عن مجاهرة ولا مبالاة، بل قد يكون البلاءُ عاماً ليس على الشخص ذاته ..

قال ابن القيّم: اقشعرت الأرض، وأظلمت السماء، وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة، وذهبت البركات، وقلت الخيرات، وهزلت الوحوش، وتكدرت الحياة من فسق الظلمة، وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة، وشكى الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والخبائث، وهذا - والله - منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه، ومؤذن بليل بلاء قد ادلهم ظلامه، فاعدلوا عن طريقكم هذا بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوحاً، وكأنكم بالباب وقد أغلق، وبالرهن وقد غلق، وبالجناح وقد علق، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

فاشتر نفسك اليوم، فالسوق قائمة والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وذلك بصلة رحم، وبصدقة، وبزكاة، فأبواب الخير مفتوحة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل أو كثير منها، ذلك يوم التغابن، يوم يعض الظالم على يديه، ويقول الكافر: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} (٢) (٣).


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ٥٧ - ٥٨)، وانظر: معنى حديث "فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار". موقع islamqa.info بتصرف.
(٢) شرح كتاب الفوائد (٣/ ١١).
(٣) [النبأ: ٤٠].

<<  <   >  >>