فاحرص - أيها الأخ المبارك - على جعل خبيئة لك من عمل صالح مستمرة تنل توفيقاً وفلاحاً ونجاحاً في الدنيا والآخرة.
اللهم اجعلنا من عبادك الأخفياء الأتقياء الأنقياء. أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ..
أَيُّهَا الأحبة: وكما أن الخبيئة الصالحة تصنع لك بإذن الله توفيقاً ونجاحاً ورفعةً وخاتمة حسنةً، فإنّ الجريرة السيئة والاستهانة بها تصنع الخواتيم السيئة والخسران في الدنيا والآخرة.
قال ابن القيم: في التعليق على الحديث السابق: وقوله: "لم يبق بينه وبينها إلا ذراع" ... ، فيقال: لما كان العمل بآخره وخاتمته، لم يصبر هذا العامل على عمله حتى يتم له، بل كان فيه آفة كامنة ونكتة خُذل بها في آخر عمره، فخانته تلك الآفة، والداهية الباطنة في وقت الحاجة، فرجع إلى موجبها، وعملت عملها، ولو لم يكن هناك غش وآفة لم يقلب الله إيمانه .. والله يعلم من سائر العباد ما لا يعلمه بعضهم من بعض (١).
قال أحد السلف:"حضرت رجلاً عند الموت يلقن الشهادة: لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول، ومات على ذلك! ! ".