للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد نهانا الله تعالى عن اتباعِ سبيلِ الكافرين من اليهود والنصارى والمشركين وغيرِهم، وعن التشبُّهِ بهم، وعن تقليدِهم، وعن التبعيَّةِ لهم في مواضعَ كثيرةٍ من القرآن، فـ قال الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} (١)، وقال: {وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (٢)، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} (٣)، وتقليدُ الكفارِ والتشبُّه بهم من أعظمِ صورِ الطاعةِ لهم.

وأخرج الإمام أحمد، وأبو داود، عن ابن عمرَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (٤).

وقد سلَّمنا اللهُ في بلداننا الإسلامية من التشبُّهِ بالكفارِ فترةً طويلةً من الزمنِ، إلى أن انفتحت علينا الدنيا، واختلطنا بالكفارِ، وانبهر بعضُنا بما عند الغرب من مظاهرِ الحضارةِ والتقدُّمِ، فبدت معالمُ التشبُّهِ والتبعيةِ لأممِ الكفرِ تظهرُ في حياةِ الناسِ وواقعِ المجتمع، فرأينا من رجالِنا ونسائِنا وصغارِنا وكبارِنا مَن جعل الغربَ وما فيه قدوةً له يتلقفُ عنهم أحدثَ الموضاتِ، وآخِرَ التقليعاتِ في اللباسِ والزِّيِّ والأكْلِ


(١) [المائدة: ٤٨].
(٢) [المائدة: ٤٩].
(٣) [الأحزاب: ١].
(٤) صحيح؛ صححه الألباني في "الإرواء" (١٢٦٩)، أخرجه أحمد (٩/ ١٢٣ - ٥١١٤)، وأبو داود (٤/ ٤٤ - ٤٠٣١)، وغيرهما.

<<  <   >  >>