للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحداً منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وطعن بمخصرته في المنبر «هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة» - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ " فقال الناس: نعم. قال: «فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة» رواه مسلم (١). وفي رواية البخاري (٢) هَذِهِ طَابَةُ.

قال ابن حجر: "والطاب والطيب لغتان بمعنى، واشتقاقها من الشيء الطيب وقيل: لطهارة تربتها، وقيل: لطيبها لساكنها، وقيل من طيب العيش بها، قال بعض أهل العلم: وفي طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية، لأن من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها" (٣).

المدينة وما أدراك ما المدينة؟ ! مُهَاجَرُ النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيها مسجدُه، قال -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» متفق عليه. (٤)


(١) صحيح مسلم (٤/ ٢٢٦١ - ٢٩٤٢).
(٢) صحيح البخاري (٣/ ٢٣).
(٣) فتح الباري (٤/ ٨٩).
(٤) صحيح البخاري (٢/ ٦٠ - ١١٩٠)، صحيح مسلم (٢/ ١٠١٢ - ١٣٩٤).

<<  <   >  >>