للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أهل المدينة يستبشرون إذا سال هذا الوادي المبارك، وقد سال بحمد الله في هذه السنة في منظر بديع جميل. نسأل الله أن يعمّ الخير في جميع بقاع أهل الإسلام.

أَيُّهَا الأخوة: المدينة تنفي خَبَثَهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طَيِّبُهَا» رواه مسلم (١)، و "لا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا إِلَّا أخلف اللَّهُ فيها خَيْرًا مِنْهُ» رواه مسلم (٢).

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله:

والمدينة إذ تضم قبر الحبيب -صلى الله عليه وسلم- فلا يشرع شد الرحال لزيارة القبر، لكن يستحب لمن زار المدينة: أن يسلم على قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى قبري صاحبيه، فيتوجه بعدما يصلي ركعتين في المسجد إلى قبره -عليه الصلاة والسلام- فيقف أمامه -عليه الصلاة والسلام-، ويسلم -عليه الصلاة والسلام-، ثم يتقدم قليلاً فيسلم على الصديق -رضي الله عنه- أبو بكر، ثم يتقدم قليلاً ويسلم على عمر الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، هذا هو المشروع في السلام على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلى صاحبيه -رضي الله عنهما-. ولا يكرر السلام إلا إذا كان قادماً من سفر كما كان يفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-.


(١) صحيح مسلم (٢/ ١٠٠٦ - ١٣٨٣).
(٢) صحيح مسلم (٢/ ١٠٠٥ - ١٣٨١).

<<  <   >  >>