للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- وَشَّرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّهَا الأخوة: إنّ على المؤمن أن يقرأ الأحداث الكونية من زاويةٍ أخرى، كالكسوف والخسوف والزلازل والبراكين والفياضات، وجميع ما يُقدِّره الخالق -سبحانه وتعالى- من أحداثٍ كونيةٍ جسام عظام! !

إنّ ما وقع من زلازل ما بين العراق وإيران خلال الأيام الماضية، والذي مات فيه خلقٌ يُقَدّر عددهم بالمئات والجرحى بالآلاف، وأحسّ به أهل الخليج وشعروا به، ليستدعي وقفة تأمل واعتبار من المؤمن الموحد، وأن لا يمرَّ دون محاسبة ومراجعة، وما هو المنهج الشرعي إذا وقعت مثل هذه الأحداث الكونية؟ ، وكيف كان تعامل السلف -رحمهم الله- معها؟

ورد عن عبيد الله بن عمر عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَتْ: "زُلْزِلَتِ الْمَدِينَةُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ -رضي الله عنه- فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، مَا هَذَا؟ مَا أَسْرَعَ مَا أَحْدَثْتُمْ، لَئِنْ عَادَتْ لَا أُسَاكِنُكُمْ فِيهَا» (١).

فمن الأمور التي ينبغي الوقوف عندها في هذه الحادثة الكونية العظيمة ما يلي:


(١) مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٢٢١) والعقوبات لابن أبي الدنيا (ص: ٣١)، واللفظ لابن أبي الدنيا. وصحح سنده بعض أهل العلم.

<<  <   >  >>