للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِنَّهُ لَيُذَكِّرُنَا بِعَجزِ الإِنسَانِ عِندَ قِيَامِ السَّاعَةِ: {إِذَا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزَالَهَا (١) وَأَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقَالَهَا (٢) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا} (١).

والزلزلةُ - أَيُّهَا الأخوة - من علامات الساعة وقد أخرج البخاري في "صحيحه" أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى يُقبَضَ العلمُ، وتكثُر الزلازِلُ، ويتقارَبُ الزمانُ .. » الحديث (٢).

ولم تقَع الزلزلة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما سمِعوا بها في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، فآمَنوا بها، وصدَّقوا أنها آيةٌ من آيات الله، يُرسِلُها الله على من يشاءُ من عباده، وإنما وقعت في عهد عمر -رضي الله عنه-.

وكثرتُها في زماننا هذا هو من الإعجاز الغيبيِّ والعلميِّ في سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث ذكرَ كثرتَها في آخر الزمان.

وقد أقسم الله سبحانه بالأرض ذات الصَّدع، ولم يكُ هذا الصَّدعُ معلومًا أربعة عشر قرنًا من الزمان، حتى اكتُشِفَ جيولوجيًّا في القرن الماضي، فوجدَ العلماءُ صدعًا ضخمًا في باطنِ الأرض في قاع المُحيط، وأن مُعظمَ الزلازِلِ في العالمِ تتركَّزُ في هذا الصَّدع.

فدلَّ قسمُ الباري بالأرض ذات الصَّدع على الإعجاز؛ ليستَبينَ المُلحِدون سبيلَهم المُنحرِف، وأن ما اكتشَفُوه قد ذكرَه الله قبلَهم بأربعة عشر قرنًا من الزمن،


(١) [الزلزلة: ١ - ٣].
(٢) صحيح البخاري (٩/ ٥٩ - ٧١٢١).

<<  <   >  >>