للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن ما يأتي به النبي الأُمِّي إنما هو وحيٌ يُوحَى، لا ينطقٌ عن الهوَى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (١).

خامسًا: في قوله -رضي الله عنه- : «مَا أَسْرَعَ مَا أَحْدَثْتُمْ، لَئِنْ عَادَتْ لَا أُسَاكِنُكُمْ فِيهَا» إشعارٌ بأهمية ترك المنكر بل وإنكاره، وأمرٍ بالمعروف وإعذارٍ إلى الله تعالى، وفي الحديث: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ» (٢) رواه أبو داود وصححه الألباني.

وعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ -رضي الله عنهما-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا» (٣) رواه البخاري.

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

أَمَّا بَعدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى.


(١) [الأعراف: ١٥٨].
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في "صحيح الجامع" (١٩٧٣)، أخرجه أبو داود (٤٣٣٨).
(٣) صحيح البخاري (٢٤٩٣).

<<  <   >  >>