للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنهض الشاب وقال: إلهي! هذا فعلك بمن عصاك فكيف رفقك بمن يطيعك؟ ثم ولى فقلت: إلى أين؟ قال: إلى البادية والله لا عدت إلى المدن أبدا! (١)

وروي أنَّ امرأة دخلت على داود -عليه السلام- فقالت: يا نبيَّ الله، ربك ظالم أم عادل؟ ! فقال داود: ويحك يا امرأة! هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها: ما قصتك؟ قالت: إني امرأة أرملة، عندي عيال وثلاث بنات أقوم عليهم من عمل يدي، فلما كان الأمس شددتُ غزلي في خرقة حمراء، وأردت أن أذهب للسوق لأبيعه وأبلغ به أطفالي، فإذا أنا بطائر قد انقضَّ عليَّ وأخذ الخرقة والغزْل وذهب، وبقيتُ حزينة لا أملك شيئًا أبلغ به أطفالي، فبينما المرأة مع داود -عليه السلام- في الكلام وإذا بالباب يطرق على داود، فأذِن بالدخول، وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مئة دينار، قالوا: يا نبي الله، أعطها لمستحقها، فقال داود: ما حملكم على دفْع هذا المال؟ قالوا: يا نبيَّ الله، كنا في مركب فهاجت علينا الرِّيح، وأشرفنا على الغرق، فإذا بطائر قد ألقى علينا خِرقةً حمراء وفيها غزل، فسدَدْنا به عيب المركب، فهانت علينا الريح، وانسدَّ العيب، ونذرنا لله أن يتصدَّق كل واحد منا بمئة دينار، فهذا المال بين يديك، فتصدق به على من أردتَ، فالتفت داود إلى المرأة، وقال: "ربٌّ يتَّجر لك في البَرِّ والبحر، وتجعلينه ظالمًا؟ ! وأعطاها مئة دينار، وقال لها: أنفقيها على عِيالك" (٢).


(١) التوابين لابن قدامة (١/ ١٣٥).
(٢) القصة: هي حكاية من الحكايات ليست حديثاً، فهي تروى من غير تصديق ولا تكذيب، فالغالب أنها من الإسرائيليات التي جاز لنا حكايتها مع عدم الجزم بوقوعها. (موقع الإسلام سؤال وجواب).

<<  <   >  >>