للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (١)، فاللهم اجعلنا ممن عبدك حق عبادتك فأحببته ونصرته .. اللهم احفظ بلادنا وأهلها، والمسلمين ودورهم وأهليهم يا رب العالمين، أقول قولي هذا وأستغفر الله ...

الخطبة الثانية:

الحمد لله وبعد ..

فاتقوا الله عباد الله ..

أَيُّهَا الأخوة: فإننا بعد أيام بإذن الله مقبلون على موسم عظيم يزداد فيه المحبّون من إقبالهم على الله جل وعلا ..

إذَا هَبَّتْ رِياحكُ فاغتنمها ... فَعُقْبَى كُلّ خَافِقَةٍ سكونُ

وَلا تَغْفلْ عَنِ الإحسان فِيهَا ... فَلا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ

المؤمن العاقل يُدرك أن ساعاته ولحظاته لا يُمكن أن تُعَّوض، وكلما نظّم المؤمن وقته وعبادته، واستعد لمواسم الخيرات كان إنتاجه أكبر، وقَرُبَ من الله تعالى أكثر، ورمضان من أغلى الأوقات ثمناً، نظمّ أخي وقتك ونوّع بين العبادات فلا يدري المؤمن بأيهما يرفع الله درجاته ويعلي منزلته، ذات مرة لما صلّى النبي -صلى الله عليه وسلم- الصبح التفت على أصحابه فقال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ


(١) [المائدة: ٥٤ - ٥٦].

<<  <   >  >>