للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسراجها من على بعد عشرة أميال، وبلغ عدد سكانها حوالي المليون نسمة بينما كانت أكبر مدينة في أوروبا لا يزيد سكانها عن ربع مليون نسمة، وبلغ عدد قصورها ثمانون ألفا، غير البيوت والمنازل الأخرى، وكان فيها مائة وسبعون امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، وتحتوي المدينة على خمسين مستشفى، وفيها ستمائة مسجد ومن أهم مساجدها مسجد قرطبة، والذي لم يوجد له مثيل أو نظير في الفخامة والزخرفة وروعة البنيان! !

وأمّا جامعها المشهور بجامع قرطبة ففي عهد عبد الرحمن الداخل بدأ العمل عليه ولا زال قائماً في المدينة اليوم، واستمر الحكم بيد الأمويين من سلالة عبد الرحمن الداخل في تلك الفترة (١).

قال الحموي: إلى حدود سنة ٤٤٠ هـ فإنه انقضت مدة الأمويين وابن أبي عامر وظهر المتغلبون بالأندلس وقويت شوكة بني عبّاد وغيرهم، واستولى كلّ أمير على ناحية، وخلت قرطبة من سلطان يرجع إلى أمره وصار كل من قويت يده عمرت مدينته، وخربت قرطبة بالجور عليها، فعمّرت إشبيلية ببني عباد عمارة صارت بها سرير ملك الأندلس، فهي إلى الآن على ذلك من العمارة، وخربت قرطبة وصارت كإحدى المدن المتوسطة، وقد رثوها فأكثروا فيها، وممن تشوّق إليها القاضي محمد بن أبي عيسى بن يحيى الليثي قاضي الجماعة بقرطبة فقال فيها:


(١) انظر للتفصيل بحث عن قرطبة منشور في مجلة التربية الإسلامية /جمعية التربية الإسلامية في بغداد شعبان ١٣٩٥ هـ نقلا عن الموسوعة الحرة.

<<  <   >  >>