للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويلُ امِّ ذكراي من ورق مغرّدة ... على قضيب بذات الجزع ميّاس

رددن شجوا شجا قلبي الخلّي فقل ... في شجو ذي غربة ناء عن الناس

ذكّرنه الزمن الماضي بقرطبة ... بين الأحبّة في لهو وإيناس

هجن الصبابة لولا همّة شرفت ... فصيّرت قلبه كالجندل القاسي (١)

يا ترى هل ستعود قرطبة؟ الأمل بالله كبير .. اللهم عودةً صادقة لأمةِ محمد -صلى الله عليه وسلم-.

ثالثاً: حول الكتاب (تفسير القرطبي):

قال: "فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجمع علوم الشرع الذى استقل بالسُّنَّة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، رأيت أن أشتغل به مدى عمري، وأستفرغ فيه منتي، بأن أكتب فيه تعليقاً وجيزاً يتضمن نكتاً من التفسير، واللُّغات، والإِعراب، والقراءات، والرد على أهل الزيغ والضلالات، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعاً بين معانيها، ومبيناً ما أشكل منها بأقاويل السَلَف ومَن تبعهم من الخَلَف .. وشرطي في هذا الكتاب: إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يُضاف الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يُضاف القول إلى قائله، وكثيراً ما يجئ الحديث في كتاب الفقه والتفسير مبهماً، لا يعرف من


(١) معجم البلدان (٤/ ٣٢٤).

<<  <   >  >>