وقطعًا وسوء ظن، مبتدئًا بالحكام والعلماء في بلاد المسلمين، مختتمًا بالجندي والحارس على أعراضهم وأموالهم، بل ربما وَصَل إلى أقرب أقربائه كأبيه وأخيه وكفَّرهم وذمَّهم أو عرَّض بذلك، وهم في الحقيقة أتقَى وأنقَى منه عند ربِّ العالمين مُستدلًّا بآية أو حديث، جاهلًا في كيفية تطبيقها على واقع يعيشه ... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثانيًا: اتباع الهوى وإرواء الشعور النفسي بالنقص:
وهذان متلازمان؛ أعني: اتِّباع الهوى، والشعور النفسي بالنقص؛ فعندما يَشعر المنحرفُ بشعوره بالنقص غالبًا يتَّبع هواه ... ولا يعني هذا أن كل مَن اتبع هواه شعر بالنقص قبل اتِّباعه، ولكن هذه هي السِّمة الغالبة لمرضى القلوب أولئك ...
قال الله تعالى:{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا}(١)، ومريض الهوى يكون سببًا في حجْب هذا العون، وذلك التأييد الإلهي للعمل للإسلام، بل يعمل على النقيض.
ولذا نجد أنَّ بعضهم لا يُجدي معه النصْح والإرشاد؛ بل يفتح على نفسِه مداخلَ للشيطان، وبابَ الابتداع في دِين الله، ثم يُصاب بالتخبُّط وعدم الهداية إلى الطريق المستقيم، والمصيبة عندما يتحوَّل إلى إضلال الآخرين، وإبعادِهم عن الطريق، ومِن ثمَّ يُحرم مِن توفيق الله -عز وجل-، وتكون خاتمتُه سيئةً. والعياذ بالله ...