وهذا ملاحَظٌ؛ فكُلَّما تجاهَلَ الناسُ آراءَ العلماء بأيِّ حجةٍ كانت، أو شبهة أُضْرِمَت - كلما كَثُر الانحراف.
قديمًا طَعَنَ أعداءُ الإسلام في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نَقَلَةِ الشريعة، وبَثُّوا في الناسِ التهوينَ مِن شأنهم؛ والهدَفُ معروف؛ وهو الطعْن في الدِّين نفسه ... ولمَّا بَرَزَتْ ظاهرةُ الاستشراق كان أوَّلَ مَن طُعِنَ فيه أبو هريرة -رضي الله عنه-، والسببُ واضح، فهو رَوَى أكثرَ مِن خمسة آلافِ حديث ... ويتكرَّر هذا في كل عصر؛ حتى يُطعن في علماء الأمَّة؛ لأنهم هُم حرَّاس الفكْر، والعقيدة الإسلامية، بعد الله -عز وجل- ...
ولذا قال -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ، كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ، أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الهُدَاة» رواه الإمام أحمد (١).