يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا ... عرض المهامه من قرب ومن بعدِ
إني أتيتك يا من لا يخيب من ... يدعوه مبتهلا بالواحد الصمدِ
هذا منازل لا يرتد عن عققي ... فخذ بحقي يا رحمنُ من ولدي
وشل منه بحول منك جانبه ... يا من تقدس لم يولد ولم يلدِ
قال: فوالله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى، ثم كشف عن شقه الأيمن، فإذا هو يابس، قال: فأبت ورجعت، ولم أزل أترضاه، وأخضع له، وأسأله العفو عني إلى أن أجابني أن يدعو لي في المكان الذي دعا علي، قال: فحملته على ناقة عشراء، وخرجت أقفو أثره حتى إذا صرنا بوادي الأراك طار طائر من شجرة، فنفرت الناقة، فرمت به بين أحجار، فرضخت رأسه، فمات فدفنته هناك، وأقبلت آيساً، وأعظم ما بي ما ألقاه من التعيير، أني لا أعرف إلا بالمأخوذ بعقوق والديه، فقال له أبي: أبشر فقد أتاك الغوث، فصلى ركعتين، ثم أمره، فكشف عن شقه بيده، ودعا له مرات يرددهن، فعاد صحيحاً كما كان، وقال له أبي: لولا أنه قد كان سبقت إليك من أبيك في الدعاء لك بحيث دعا عليك لما دعوت لك.
قال الحسن:" وكان أبي يقول لنا: احذروا دعاء الوالدين، فإن في دعائهما النماء والانجبار، والاستئصال والبوار".
إي والله ذلك في دعائهما على الولد، أمّا دعاؤهما للولد ففيه الفوز والنجاح والسعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة.
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- كلما أراد أن يدخل أو يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: "السلام عليك -يا أمتاه- ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك -يا بني- ورحمة