للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرًا، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيرًا" (١).

وثبت عند أحمد وغيره عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ ! فَقَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «كَذَلِكَ الْبِرُّ، كَذَلِكَ الْبِرُّ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ» (٢).

وأمّا أويس القرني؟ ! فقد أنبأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدومه، ونوّه ببره بأمه، وقال لعمر -رضي الله عنه- كما في صحيح مسلم: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن، له والدةٌ هو بارٌّ بها، لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» (٣).

وهذا حيوة بن شريح، من أئمة الدنيا، يقعد في حلقته ويأتيه الطلاب من كل مكان، فتقول له أمه -وهو بين طلابه-: "قم -يا حيوة- فأعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم".

فأين نحن من أولئك والله المستعان.

* * *


(١) حسن؛ حسنه الألباني في الأدب المفرد (ص ٣٧).
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٥٨٣) أخرجه أحمد (٤٢/ ١٠٠ - ٢٥١٨٢)، وغيره.
(٣) صحيح مسلم (٢٥٤٢).

<<  <   >  >>