للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن المنذر: "وفي اهتمامه بأن يحرق على قوم تخلفوا عن الصلاة بيوتهم: أبين البيان على وجوب فرض الجماعة، إذ غير جائز أن يحرِّق الرسول -صلى الله عليه وسلم- مَن تخلف عن ندب، وعما ليس بفرض" (١).

أنّ المسجد وبكى فإلى الله المشتكى، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله:

يئِّن المسجد ويشتكي عندما يهجر الذكر وقراءة القران فيه، ويستبدل بكلام دنيوي صرف كبيع وشراء، بل ويعظم أنينه عندما يكون الكلام فيه محرماً كغيبة ونميمة.

فقد روى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي المَسْجِدِ، فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً، فَقُولُوا: لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ» (٢).

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ» رواه الترمذي، وأبو داود وغيرهما (٣).


(١) الأوسط (٤/ ١٣٤).
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في "صحيح الجامع" (٣/ ٣٢١)، أخرجه الترمذي (٣/ ٦٠٢ - ١٣٢١).
(٣) صحيح؛ صححه الألباني في صحيح "أبي داود" (٦٥٠) أخرجه الترمذي (٢/ ١٣٩ - ٣٢٢)، وأبو داود من غير طريق عمرو بن شعيب (٤/ ١٦٧ - ٤٤٩٠).

<<  <   >  >>