للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يئِّن المسجد ويشتكي عندما يعبث صبيان أو سفهاء بمحتوياته أو يكتب على جدرانه ومرافقه كلاماً لايليق، والله تعالى يقول: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (١)، ولو كان بيتٌ لأحدهم لما تجرأ على رمي ورقة بيضاء!

يئِّن المسجد ويشتكي عندما يُهمل بناؤه وتترك عمارته حسيّاً ومعنوياً ويستصغر شأنها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ, كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» رواه ابن ماجة وابن خزيمة وصححه الألباني (٢).

أنّ المسجدُ وبكى فإلى الله المشتكى! ليست هذه حقوقه سوى طرفٍ منها .. فكن عبدالله من عُمّار المساجد وروادها والمحافظين عليها فإنها أطهر البقاع عسى الله أن يظلك في ظل عرشه يوم لاظل إلا ظله، فإنّ منهم رجلٌ قلبه معلقٌ بالمساجد.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٣).

* * *


(١) [الحج: ٣٢].
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ١٠٥٦ - ٦١٢٧)، أخرجه ابن ماجة (١/ ٢٤٤ - ٧٣٨)، وابن خزيمة (٢/ ٢٦٩ - ١٢٩٢).
(٣) [الأحزاب: ٥٦].

<<  <   >  >>