للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطبة الثانية:

الحمد لله

أما بعد:

أَيُّهَا الأخوة: اعْتَادَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَجْعَلُوا شَهْرَ رَمَضَانَ مَوْعِدًا لِإِخْرَاجِ زَكَوَاتِهِمْ، وَبَذْلِ صَدَقَاتِهِمْ، وَكَثْرَةِ إِحْسَانِهِمْ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُوضَعَ الْإِحْسَانُ فِي مَحَلِّهِ، وَأَنْ تُصْرَفَ الزَّكَاةُ لِأَهْلِهَا الْمُسْتَحِقِّينَ لَهَا الَّذِينَ عَيَّنَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، كما قال الله تعالى في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (١)، وقد أَوْصَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِالمتعففين حِينَ قَالَ: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ بِهِ، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ» رَوَاهُ


٢ - والمضارب يزكي زكاة عروض التجارة، فيحسب القيمة السوقية لأسهمه في يوم الوجوب ويخرج ٢، ٥%.
٣ - المدخر الذي لا ينوي البيع الآن، وقد يبيع السهم مستقبلاً لو ارتفع حكمه حكم المستثمر حتى يعرضها للبيع.
٤ - من قلب نيته بسبب كساد السوق أو لانشغاله فترك المضاربة إلى الاستثمار: فيزكيها زكاة استثمار من حين قلب نيته، مالم يكن القصد الفرار من الزكاة، فإنه يعامل بنقيض قصده.
٥ - الأسهم المختلطة يزكي أصولها ويجب التخلص من الإيرادات المحرمة الناتجة عن التعاملات المحرمة في الشركة (ولا يحسب هذا التخلص من الزكاة؛ لأنه خبيث).
٦ - الأسهم المحرمة لا يجوز تملكها ابتداءً ولا استدامة، يتحرى ما يقابلها من موجودات مباحة فيزكيه والباقي الذي يعاجل الموجودات المحرمة يتخلص منه في أوجه البر بنية التخلص لا بنية الصدقة.
(١) [التوبة: ٦٠].

<<  <   >  >>