للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليهم الأَخْشَبين" (١)، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل أرْجو أن يُخرِجَ الله من أصلابهم من يعبد الله وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئاً" (٢).

ويلملم (السعدية) جبل من بلاد تهامة أيضاً قريب من مكة يبعد عنها ١٠٠ كم.

وذات عِرْق ميقات منسوب إلى جبل يعلوه عِرْق أسود، وقمته هي الأعلى في منطقته وهو الآن يعرف بالضريبة (٣)، وهو يبعد عن مكة ٩٠ كم.

أوّل من خط ميقات العراقيين هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، بدليل ما أخرجه البخاريّ في صحيحه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لما فُتِحَ هذانِ المِصرانِ (٤) أتوا عمر، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدّ لأهل نجد قَرْناً، وهو جَوْرٌ عن طريقنا (٥)، وإنّا إنْ أرَدْنا قرْناً شقَّ علينا، قال: فانظروا حَذْوَها من طريقكم، فحدّ لهم ذاتَ عِرْق" (٦).

أما ذو الحليفة فإنها تبعد عن المدينة المنورة ٧ كم وتبعد عن مكة زهاء ٤٤٠ كم وهي تُعرف اليوم بأبيار علي، وقد اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من موقفه فيها مسجداً يعرف إلى اليوم بمسجد ذي الحليفة، لذلك جاء في متن حديث جابر: "فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في


(١) وهما جبلا مكة: أبو قُبَيْس، والجبل الذي يقابله. اُنظر صحيح مسلم بشرح النووي ١٢/ ٤٨٦.
(٢) الشيخان: البخاري برقم (٣٢٣١) ومسلم (١٧٩٥/ ١١١).
(٣) اُنظر تاريخ مكة المكرمة د. عبد الغني ص ٢٨.
(٤) البصرة والكوفة.
(٥) أي ميقات قرن المنازل مائل وبعيد عن طريقنا.
(٦) صحيح البخاري برقم (١٤٥٨) كما رواه مسلم في صحيحه برقم (١١٨٣/ ١٨) عن ابن عمر مرفوعاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي أنّ الذي حدّ ميقات العراقيين على هذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لكن الراوي لم يجزم برفع الحديث، وإنما تردد، لذلك يبعد اعتماده، خاصة وأن رواية البخاري صرّحت بأنَّ الذي خطّ ذات عِرْق هو الفاروق عمر - رضي الله عنه -. كما رواه أبو داود في سننه برقم (١٧٣٩).

<<  <   >  >>