للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدعاء عند رؤية الكعبة يستحبه العلماء لما يقال إنه موضع تستجاب فيه الدعوات ولا ترد، وقد ورد بذلك حديثُ أبي أُمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تفتح أبواب السماء وتستجاب دعوة المسلم عند رؤية الكعبة". لكن للعلماء فيه كلام، لذلك قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: حديث أبي أُمامة غريب ليس بثابت.

على أي حال يجتمع للحاج في مكة الزمان المبارك وهو عشر ذي الحجة، والمكان المبارك وهو بيت الله الحرام، والعمل المبارك وهو الطواف والاعتكاف فضلاً عن نية الحج، وهذا كله أدْعى إلى استجابة الدعاء، والله تعالى أعلم.

سابعاً: أن يطوف للقدوم:

الدليل قول جابر: "حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن"، كما يستدل عليه بالحديث الذي استشهدت به في الفقرة الرابعة عن البخاري ومسلم من رواية عائشة رضي الله عنها أنّ أوّل شيء بدأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ حين قدم مكة ـ أنه توضّأ، ثم طاف بالبيت. وإذا بدأ بالطواف أمسك عن التلبية حتى ينتهي منه، ثم يلبي ثم يعاود الإمساك عنها أثناء السعي إنْ سعى بعده (١)، والعلة كما ذكر الإمام النووي أنّ لهما ـ أي الطواف والسعي ـ أذكاراً خاصة بهما (٢).

وإلى سنية طواف القدوم ذهب الأئمة الثلاثة إن دخل الحاج مكة قبل وقفة عرفات.

قال الإمام النووي: "وبهذا الذي قاله ابن عمر قال العلماء كافة سوى ابن عباس، وكلهم


(١) "الهدية المرضية بشرح وأدلة المقدمة الحضرمية" لأُستاذنا الدكتور مصطفى ديب البغا ص ٢٩٣.
(٢) صحيح الإمام مسلم بن الحجاج بشرح الإمام يحيى بن شرف النووي ٨/ ٢٦٧.

<<  <   >  >>