للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومجدَّداً يتابع النووي القول في كيفية الطواف: "ثم يَمُرُّ وراء الحجر

- بكسر الحاء وسكون الجيم - وهو صوب الشام والمغرب، فيمشي حوله حتى ينتهي إلى الركن الثالث، فيقال لهذا الركن، والذي قبله: الشاميّان. وربما قيل: الغربيان":

حِجر إسماعيل يصل بين الركنين: العراقي والشاميّ، وعلى من يطوف أن يمر خارج دائرته؛ لأنه جزء من الكعبة المشرفة، فإذا ما بلغ الإنسان في دورانه حول محيطه إلى منتصف المسافة أدرك عن يساره في أعلى البيت ميزاب الرحمة، وعندها يستحب له أن يدعو بهذا الدعاء: "اللهمّ! أظلّنا تحت ظل عرشك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك، اللهمّ! اسقني بكأس محمد - صلى الله عليه وسلم - شربة لا أظمأ بعدها أبداً" (١).

ويقول أيضاً: "اللهمّ إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب" (٢).

وحجر إسماعيل يسمى الحطيم؛ لأن جزءاً منه قد تم تحطيمه من الكعبة يوم أعيد بناؤها وقصّر عنهم المال الحلال، فأضيف جانب من الكعبة إلى حجر إسماعيل بمقدار ستة أذرع (٣).

ومن أبرز سنن الطواف:

تلك الحالة الإيمانية التي ينبغي أن يتحلّى بها الحجاج والعمّار وهم يطوفون حول البيت العتيق، مظهرين التواضع والتذلل والخضوع لله ربّ العلمين عند العتبات المقدسة للمسجد الحرام، وفوق الأرض المباركة التي سلكها طائفاً أنبياء ورسل ورجال صالحون من قبل، اصطبغوا بجلباب العبودية اللائق بحال المخلوق الفقير إلى رحمة الله وعفوه.


(١) أيضاً اقتبست هذا الدعاء من كتاب الإحياء للغزالي الباب الثاني الجملة الرابعة في الطواف.
(٢) ذكر العلامة ابن حجر في حاشيته على شرح الإيضاح أنَّ الأزرقي أخرجه فيما يقال عند الميزاب من حديث جعفر بن محمد عن أبيه. اُنظر ص ٢٦٩.
(٣) ذكرى من مكة المكرمة تأليف د. خالد محمد حامد ص ٤١.

<<  <   >  >>