للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن لباحث أن يسأل: هل في الميزان العلمي أدعية لكل ركن، تمتد إلى الباب والمقام والميزاب على النحو الذي رتبه ودوّنه الخطباء والوعاظ ومصنفو الكتيِّبات في موضوع الحج؟ الإجابة النزيهة على ضوء علم الحديث الشريف، وعلم البحث والنظر هي التي نجد فيها ضالّتنا، والحق أنني في بدايات ترحالي إلى الأرض المقدّسة مكة، كانت كل الكتب المؤلفة في أحكام فريضة الحج تثبت هذه الأذكار كما أثبتها لك، وربما نسبتها إلى كتب أخرى لمن تقدم من العلماء كما فعلتُ حين نقلت لك جلّها عن "إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الغزالي، دون أن ينسب شيئاً منها إلى كتب السنن، لذلك آثرت أن أمخر عباب هذه الجزئية كشفاً عن ملابساتها، وتقديماً لكل ما هو مفيد في دائرة البحث في فقه الركن الخامس، ثم لدى تتبعي لما استحبه العلماء في دعاء كل جانب من البيت مثبت في كتبهم تبيَّن لي أن الصحيح منها لا يخرج عن أذكار ثلاثة:

الأول: التكبير عند استلام الحجر، فهذا أثبته البخاريُّ في صحيحه (١).

أما قولك: "بسم الله، والله أكبر"، فقد ذكره البيهقي في "السنن الكبرى (٢) ".

الثاني: صحيح أيضاً، فقد رواه عبد الله بن السائب، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما بين الركنين: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" (٣).


(١) صحيح البخاري برقم (١٦١٣)، عن ابن عباس قال: طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعير، كلما أتى الركن أشار إليه بشيء كان عنده وكبّر.
(٢) من حديث ابن عمر برقم (٩٣٣١)، وقد سبق تخريجه، وقال الإمام محمد بن علي الشوكاني في نيل الأوطار ج ٥ ص ٥٧: "وسنده صحيح".
(٣) السنن الكبرى للبيهقي برقم (٩٣٧١)، كما رواه البيهقي عن حبيب بن صَهْبَان أنه رأى عمر - رضي الله عنه - يطوف بالبيت وهو يقول: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار ما له من هِجِّيْرَى غيرها". أي ما له من عادة ودأب غيرها. اُنظر برقم (٩٣٧٢). كما رواه أبو داود في سننه برقم (١٨٩٢) واللفظ له، وقال الإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني في نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، ج ٥ ص ٥٧ باب ذكر الله في الطواف: "حديث عبد الله بن السائب أخرجه أيضاً النَّسائي وصححه ابن حبان والحاكم".

<<  <   >  >>