للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليضع عليه خده الأيمن وليبسط عليه ذراعيه وكفيه وليقل: "اللهمّ! يا ربّ البيت العتيق أعتق رقبتي من النار وأعذني من الشيطان الرجيم وأعذني من كل سوء وقنعني بما رزقتني وبارك لي فيما آتيتني. اللهمّ إن هذا البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار. اللهمّ اجعلني من أكرم وفدك عليك، ثم ليحمد الله كثيراً في هذا الموضع وليصلّ على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى جميع الرسل كثيراً وليدْعُ بحوائجه الخاصة وليستغفر من ذنوبه" (١).

وقد بحثت عن سند هذه الهيئة والدعاء، فأما الدعاء فيبدو لي أنه كمعظم أدعية الطواف لم يصح فيه شيء، وأما الهيئة فقد وجدت ضالتي في السنن الكبرى للبيهقي حيث أورد سلسلة من الأحاديث ترجمة لعنوان باب الملتزم من أصرحها ما رواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال طفت مع عبد الله فلما جئنا دبر الكعبة قلت له: ألا تتعوذ قال: "أعوذ بالله من النار ثم مضى حتى استلم الحجر قام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه وبسطهما بسطاً ثم قال هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله" (٢).

فالإمام الغزالي ذكر لنا في ختام ما نقله إلينا أنه استقى ذلك من فعل السلف الصالح وإليك نص حديثه "كان بعض السلف في هذا الموضع يقول لمواليه تنحوا عني حتى أقر لربي بذنوبي".

* * *


(١) إحياء علوم الدين لحجة الإسلام محمد بن محمد الغزالي كتاب أسرار الحج الجملة الرابعة في الطواف.
(٢) السنن الكبرى للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسن بن علي البيهقي برقم (٩٤١٦) كما أخرجه الإمام أبو داود السجستاني في سننه برقم (١٨٩٩).

<<  <   >  >>