للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الركنين الركن اليماني والحجر الأسود {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةُ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١)} [البقرة: ٢٠١] وورد عن الإمام الشافعي أنه كان يقول اللهمّ اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وهذا ورد عن بعض الصحابة أو نحو ذلك.

أما هذه الأدعية التي يرددها الناس فبعضها أدعية مأثورة في غير الحج كما إذا قال قائل: اللهمّ اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، أو اللهمّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي.

هناك أدعية كثيرة وردت في القرآن (١) وفي السنة هي موضوع الدعاء في هذا المكان أو في غيره لكن ليس هناك دعاء اسمه دعاء الشوط الأول ولا دعاء الشوط الثاني إذْ لم يردْ شيء من هذا" (٢).

ومن السنن الموالاة بين الطوفات السبع خروجاً من خلاف من أوجبها فالتفريق بلا عذر مكروه، وبعذر لا كراهة فيه، ومن الأعذار إقامة صلاة الجماعة وليس منها السعي وراء جنازة أو أداء سنة راتبة (٣).

ومن الفوائد التي تلحق بهذا ما قرأته للإمام الغزالي في بحث الطواف وفيه يقول حجة الإسلام: "إذا تم الطواف سبعاً فليأت الملتزم وهو بين الحجر والباب وهو موضع استجابة الدعوة وليلتصق بالبيت وليتعلق بالأستار وليلصق بطنه بالبيت


(١) الذي أرجحه - إن جاز لمثلي الترجيح - أن نختار من القرآن الكريم أدعية المناجاة والدعاء فنكون بهذا قد مُتِّعْنَا بالجمع بين تلاوة القرآن الكريم الذي رجحه إمامنا الشافعي وبين الدعاء الذي ورد في تلك الكتب.
(٢) نقلا عن كتاب مئة سؤال عن الحج والعمرة والأضحية والعيدين د. يوسف القرضاوي السؤال السادس والأربعون ص ١١٣ ـ ١١٤.
(٣) اُنظر المنهاج القويم على المقدمة الحضرمية للعلامة الإمام شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي ص ٤٢١.

<<  <   >  >>