السعي بين الصفا والمروة الذي هو أفضل من الوقوف بعرفة عند بعض الفقهاء له واجبات وآداب تتكامل صورته بها أوجزها لك بما يلي:
الواجب الأول: يتمثل في البداية من الصفا انسجاماً مع النظم القرآني واقتداء بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال:"أبدأ بما بدأ الله به"، وفي رواية للنسائي بإسناد صحيح "ابدؤوا بما بدأ الله به"(١) أي بصيغة الجمع والأمر.
الواجب الثاني: ختم الأشواط المفردة ومنها الأول وكذا أشواط السعي السبعة بالمروة، تماشياً مع الآية الكريمة واتباعاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هذا هو المذهب الصحيح الذي عليه جماهير العلماء في شتى مذاهب الإسلام وهو ما عليه عمل الناس في الأزمنة المتقدمة والمتأخرة كما نص على ذلك إمامنا النووي الذي ساق قولاً فاسداً رده بعد أن
(١) هذه الرواية تجدها في سنن النسائي ج ٥ ص ٢٣٦. وقد قال فيها الإمام محمد بن علي الشوكاني في نيل الأوطار ج ٥ ص ٦٢ قوله: "فابدءوا بما بدأ الله به بصيغة الأمر في رواية النسائي وصححه ابن حزم والنووي في شرح مسلم وله طرق عند الدارقطني ا. هـ " أقول: اُنظر صحيح مسلم بشرح النووي ج ٨ ص ٣٣٤.