للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الملك، ذي الجلال والإكرام، فيغدو قويّاً لا يتزلزل ولو اجتمع عليه الثقلان (١).

وخلال كل سبعة أيام هناك موسم أسبوعي للخير تجسده صلاة الجمعة التي تمثل محاضرة الأسبوع، يلقيها الإسلام على أبنائه، يخاطب فيها حاضرهم وواقعهم، والتحديات التي تنتصب في طريق مستقبلهم.

وعلى مدار العام هناك موسم سنوي يتجلى في شهر رمضان ربيع الحياة الإسلامية، كما يتجلى في تجديده لجوهر الشخصية المسلمة على جميع الأصعدة، يرفده صيام النوافل والكفارات.

أمَّا الحج فهو أكثر العبادات خصوصية وموسمية:

فإذا كانت الصلاة والصيام عبادتان بدنيّتان، وإذا كانت الزكاة عبادة مالية فإنّ الحج هو عبادة بدنية ومالية معاً؛ لأن العبد يبذل فيه كثيراً من الراحة والجهد المتواصل، مرتحلاً في هجرة صادقة إلى بيت الله يضع عنه أوزار السنين، ويُلقي وراء ظهره أيام الغفلة والشرود عن الله، مستقبلاً نفحات مكة بقلب حاضر، وعهد صحيح.

والحج الذي يُقَدَّم فيه ذلك الجهد البدني الشاق هو عبادة يبذل فيها المال أيضاً الذي هو شقيق الروح؛ لأنّ الباذل لماله هو كمن يجود بروحه في سبيل بارئه الكريم (٢).


(١). هذه هي الملاحظة التي أثارت فضول أحد اللوردات الإنجليز في أوائل القرن العشرين ويدعى "هيدلي" ودفعت به للدخول في الإسلام، توَّجَهُ بكتاب سماه: "إيقاف الغرب للإسلام" جاء فيه: "إنّ هذا الدين هو الذي يصل العبد بربه، بحيث لا ينقطع عنه أبداً، من خلال الصلوات الخمس التي عليه أن يصلِّيها كلَّ يوم". هذه الفكرة نقلاً عن محاضرة للدكتور يوسف القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة، في قناة الجزيرة بتاريخ ٢٥/ ١/٢٠٠٤، أُخذت عن طريق موقع الجزيرة نت>.
(٢) الحق أنّ الذي يبذل هناك من أجرة الراحلة وهي الطائرة أو الباخرة غالباً، ومن نفقات إقامة وتنقلات وطعام وخيام، هي أرقام مرتفعة مقارنة بكل دول العالم.

<<  <   >  >>