للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإسلامي الجامع كعبة الله المشرفة.

سادساً: ومن السنة التطهر للوقوف بعرفة ولا يجب ذلك؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للسيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: "افعلي كل ما يفعله الحاج غير أن لا تطوفي بالحرم حتى تطهري" فلو وقف محدثاً أو جنباً أو عليه نجاسة أو مكشوف العورة صح وقوفه وفاتته الفضيلة (١). وقد مر معك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اغتسل على أبواب عرفات استعداداً للموقف الكبير كما أنه ورد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: اغتسلتُ مع ابن مسعود يوم عرفة تحت الأراك (٢).

إن الاغتسال الذي يتكرر فصولاً في شتى مواقف الحج إلى بيت الله الحرام هو مظهر حضاري ينبه إلى تقدير الدين الإسلامي للنظافة العامة والخاصة، وإلى مراعاته آداب اللقاء والاجتماع التي تعد إحدى مرتكزات العلاقات الاجتماعية اليوم ذلك أنه في كل مناسبة تشتهر بازدحام الناس تبرز في أفق المسلم سنة الاغتسال نجد ذلك في موضع صلاة الجمعة التي يدخل وقت الاغتسال فيها بالفجر الصادق ليوم الجمعة، وفي العيد؛ لأنه يوم زينة وتلاق، ويدخل وقت الاغتسال له بنصف ليلة العيد، وفي خطبة وصلاة الكسوف والخسوف والاستسقاء، وكذا لقاصد الدخول بالإحرام بحج أو عمرة (٣) أو قاصد الدخول لمكة المكرمة تعظيماً لها وتأدباً مع ضيوفها وروادها وإزالة


(١) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٣١٨.
(٢) أخرجه الإمام الحافظ عليُّ بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد في غسل يوم عرفة ولم يذكر سواه وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطأة وفيه كلام. اُنظر ج ٣ ص ٢٥٣.
(٣) أو بهما ولو في حال حيض المرأة أو نفاسها.

<<  <   >  >>