للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العبرات، وتستقال العثرات، وترتجى الطلبات" (١).

كما قال: "وينبغي أن يكثر من التضرع فيه والخشوع وإظهار الضعف والافتقار والذلة ويلح في الدعاء ولا يستبطئ الإجابة، بل يكون قوي الرجاء للإجابة، ويكرر كل دعاء ثلاثاً ويفتتح دعاءه بالحمد والتمجيد لله تعالى والتسبيح والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويختمه بمثل ذلك، وليكن متطهراً متباعداً عن الحرام والشبهة في طعامه وشرابه ولباسه ومركوبه وغير ذلك مما معه فإن هذا من آداب جميع الدعوات، وليختم دعاءه بآمين، وليكثر من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل" (٢).

فالدعاء يرافقه كثرة التضرع وصدق المناجاة له منزلة رفيعة في الإسلام إذ هو إظهار غاية التذلل والافتقار بين يدي الله لذلك عرّف النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء بأنه مخ العبادة وجوهرها لدلالته على إقبال العبد إلى ربه والإعراض عماسواه وهذه هي العبودية الحقيقية التي تليق بالعاجز الفقير في علاقته مع الخالق الغني والكريم اللطيف بعباده وهو المعنى الذي أكده - صلى الله عليه وسلم - بإخبار أمته بأنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء (٣)، ثم في تسمية أهم ركن من أركان الإسلام ـ أي الصلاة ـ باسم من أسماء الدعاء ما يشير إلى هذا المعنى الذي أحرره لك.

ولما كان الحج إلى بيت الله الحرام الفرض الذي يمتد رواقه إلى سائر أركان الإسلام ليظلها بطيفه فإن الدعاء كان وما يزال الأوفر حظاً والأكثر نصيباً في ساحة مناسكه لذلك أظهره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كافة جنباته فتراه يؤديه في الطواف حتى يبدو لك أنه أصل


(١) اُنظر نفس المرجع ص ٣٢٦.
(٢) اُنظر نفس المرجع ص ٣٢٠.
(٣) صحيح ابن حبان برقم (٨٧٠).

<<  <   >  >>