وقد ذكر الإمام النووي في شرح الإيضاح في مناسك الحج فصلاً في الدعاء المختار في يوم عرفة جاء فيه:" (فرع): ومن الأدعية المختارة:
اللهم! آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم! إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم! اغفر لي مغفرة من عندك تصلح بها شأني في الدارين، وارحمني رحمة منك أسعد بها في الدارين، وتب علي توبة نصوحاً لا أنكثها أبداً، وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً.
اللهم! انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، وأغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك، ونوّر قلبي وقبري، وأعذني من الشر كله، واجمع لي الخير كله. استودعتك ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيم عملي وجميع ما أنعمت به عليَّ وعلى جميع أحبّائي وجميع المسلمين" (١).
ومن آداب الدعاء أن يناجي ربه بلغة الدموع والبكاء. روى ابن الجوزي في صفة الصفوة عن مهران بن عمرو الأسدي قال: سمعت الفضيل بن عياض عشية عرفة بالموقف وقد حال بينه وبين الدعاء البكاء يقول: "واسوأتاه وافضيحتاه وإن عفوتَ عني ... ".
وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري: وقفت مع الفضيل بن عياض بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئاً إلّا أنه وضع يده اليمنى على خده وطأطأ رأسه يبكي بكاء خفيفاً
(١) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٣٢٣ - ٣٢٤.