للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء يقول: "واسوأتاه والله منكَ وإن غفرتَ. قالها ثلاث مرات (١).

ومن آداب الدعاء ترك الأَثَرَةَ فيه، فلا يخص به نفسه وينسى من حوله، ولا يرفع به حاجته ويعرض عن قضايا أمته، ولا يدعو لشخصه ويغفل والديه ومشايخه وأقاربه؛ لذلك نص الفقهاء على أن الحاج يدعو بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه ولوالديه ولأقاربه ولشيوخه ولأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه من الناس كما يدعو لجميع المسلمين (٢).

وفي هذا الزمان فإن البخيل المتهاون، والمقصر الكسول هو الذي يتجاهل الدعاء لعرين هذه الأمة القدس الشريف سواء في ذلك شطرها الغربي أو الشرقي، فالناحيتان معاً يطلق عليهما قدس أمة الإسلام، وفي داخلهما قلب أمتنا النابض المسجد الأقصى بقبته قبة الصخرة ومصلاه المرواني وساحاته الإسلامية الشامخة.

ومن واجب كل مسلم أن يدعو لعودة كل ذرة تراب من أرض فلسطين إلى حظيرة هذه الأمة سواء في ذلك تراب تل أبيب أو حيفا ويافا أو صفد والجليل أو القدس والضفة وغزة فكلها أرض فلسطين التي بارك الله فيها للعالمين، وألزم كل المسلمين المضيّ قدماً لكي تضم الأسرة الإسلامية الكبرى إلى صدرها من جديد فلذة كبدها ومسرى نبيّها ومعراج رسولها - صلى الله عليه وسلم -، وسائر الأرض التي بارك فيها ربنا للعالمين.


(١) كتاب شخصيات استوقفتني لأستاذنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الباب الأول: الفضيل بن عياض (١٠٥ - ١٨٧ هـ/٧٢٣ - ٣٠٨ م) فصل: أخيراً استقراره في مكة ص ٣٦.
(٢) اُنظر تهذيب تحفة الحبيب في شرح نهاية التدريب للعلامة شهاب الدين أحمد بن حجازي الفشني في الركن الثاني ص ٢٣٠. واُنظر الحاشية لابن حجر على شرح نور الإيضاح للنووي ص ٢٣١ - ٢٣٢.

<<  <   >  >>