هذه المسألة وهذا بحدّ ذاته علامة صحة وعافية لثقافتهم؛ لأن المسألة ليست في الأصول التي تخرج صاحبها من الملة، أو تطعن بديانته أو عقيدته، لكنها في مسألة فرعية اجتهادية فلا ضير في هذا الاختلاف ما دامت الثوابت مصانة محصنة، ولا اعتراض في ذلك ما دام أصحاب شتى الآراء الاجتهادية من القرون الذهبية الثلاثة، ولنا فيهم أسوة حسنة، فمن يأخذ برأي المنكرين فحجته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك وأكثر أصحابه لم يأتوا بمثله أبداً، ومن يأخذ برأي المؤيدين فحجته ما نقل عن ابن عباس ترجمان هذه الأمة والحسن البصري العلَم الذي يشار إليه بالبنان في العلم والصلاح والقدوة في كل زمان ومكان لا سيما وأننا اليوم بحاجة إلى ربط المسلمين بدينهم أمام طغيان الحياة المادية التي يتعمد أربابها دفع أبنائنا ليعيشوا حالة ذهول عن الذي يجري مع أمتهم في تطهير للقلوب وتوحيد للهدف السامي ورأْب للصدع، واتصال صحيح قوي بالله هناك في حمى البيت الحرام وعلى ربا عرفات وفي ساحات مزدلفة وفوق أرض منى والجمرات.
إن أمتنا تمر بعملية تجهيل وتعمية مقصودة لإشغالها وإلهائها وإقصائها عن أهدافها وغاياتها وينابيعها الصافية الثرة، لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية لأكثر البلدان الإسلامية وارتفاع نسبة البطالة التي يُقتل فيها وقت ومستقبل شباب الأمة وفتياتها تحت أنقاض أقنية فضائية هدامة لا تعرف الانتماء، ولم تسمع بهوية الأمة بعد! تبث في ليالي النور والإيمان ما يحيل ظلامها إلى سواد حقيقي حين تستثار الشهوات البهيمية، وتنطلق المعاصي الشيطانية التي من أجل التحرر من قيودها انطلق وفد الله إلى بيت الله لينال من بركات رحمة الله في أيام الله.
فإن كان الكثير من العلماءسموها بدعة فإنها لا ترتقي إلى فاحشات البدع كما نص