للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نصب أعينهم فبادر بالصلاة أول ما بزغ حتى إن بعضهم كان لم يتبين له طلوعه وهو بيَّنَ في رواية إسرائيل الآتية حيث قال: "ثم صلى الفجر حين طلع الفجر قائل يقول: طلع الفجر وقائل يقول: لم يطلع (١) " (٢).

سابعاً: الدعاء عند المشعر الحرام قبل وبعد صلاة الصبح مستقبل القبلة فيحمده تعالى ويهلله ويكبره ويوحده ويكثر من التلبية حتى يسفر جداً وهو ما نقلته لك من حديث جابر.

نبدأ أولاً بما يدعوه في الليل في مزدلفة. قال الإمام النووي: "ومن الدعاء المذكور فيها - أي في ليلة النحر - اللهم! إني أسألك أن ترزقني في هذا المكان جوامع الخير كله، وأن تصلح شأني كله، وأن تصرف عني الشر كله، فإنه لا يفعل ذلك غيرك، ولا يجود به إلّا أنت" (٣).

أما الدعاء بعد صلاة الصبح فجر يوم النحر في مزدلفة فقد قال فيه إمامنا النووي: "ويستحب أن يقول: اللهم! كما وقفتنا فيه وأريتنا إياه فوفقنا لذكرك كما هديتنا، واغفر لنا، وارحمنا كما وعدتنا بقولك وقولك الحق {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ


(١) رواه البخاري في الباب ٩٩ باب متى يصلي الفجر بجمع برقم (١٦٨٣).
(٢) فتح الباري شرح صحيح البخاري ج ٣ ـ ص ٦٦٤ ـ هذا وقد قال الإمام ابن حجر العسقلاني في تمام كلامه بعد هذا مباشرة: واستدل الحنفية بحديث ابن مسعود هذا على ترك الجمع بين الصلاتين في غير يوم عرفة وجمع لقول ابن مسعود: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين". وأجاب المجوزون بأن من حفظ حجة على من لم يحفظ وقد ثبت الجمع بين الصلاتين من حديث عمر وأنس وابن عباس وغيرهم وتقدم في موضوعه بما فيه كفاية، وأيضا فالاستدلال به إنما هو من طريق المفهوم وهم لا يقولون به وأما من قال به فشرطه أن لا يعارضه منطوق". نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٣) اُنظر الأذكار النووية للإمام المحدث الفقيه أبي زكريا يحيى بن شرف النووي في كتاب أذكار الحج ص ٢٣٣. قال المحقق الشيخ محيي الدين مستو: قال الحافظ لم أره مأثوراً لكن تقدم الدعاء بصلاح الشأن.

<<  <   >  >>