للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفضل كان لدفع الفتنة عنه وعنها. وفيه أن من رأى منكراً وأمكنه إزالته بيده لزمه إزالته، فإن قال بلسانه ولم ينكفّ المقول له وأمكنه بيده أثم ما دام مقتصراً على اللسان والله أعلم" (١).

ثالثها: غض البصر عن الأجنبيات وغضهن عن الرجال. أما عن كشف الظُّعُنِ عن وجوههن أو المرأة الخثعمية كما جاء في رواية فإن ذلك بسبب إحرامهن؛ لأن ستر الوجه للمرأة المحرمة من محظورات الإحرام تُبذَل في سبيل كفارة خطيئته الفدية، وهو ما يفصّل فيه القول بإذن الله.

رابعها: عندما يبلغ الحجاج وادي محسِّر في طريقهم من مزدلفة إلى منى في الموضع الفاصل بينهما (٢) فإنه يندب لهم الإسراع بتنبيه دوابهم وتحريكها لقطع عرضه بسرعة أو بالخبب بالنسبة للماشي، وذلك قدر رمية حجر (٣) ثم يخرج الحاج منه إلى منى سائراً.

روى الإمام البيهقي عن جابر قال: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه السكينة وأمرهم بالسكينة وأَوْضَعَ في وادي محسّر، وأمرهم أن يرموا الجمار مثل حصى الخَذْف وقال: "خذوا عني مناسككم" (٤). وفي رواية عنده "حتى أتى مُحَسِّراً ففزّع ناقته حتى جاوز


(١) صحيح مسلم بشرح النووي ج ٨ ص ٣٤٥.
(٢) قال الإمام النووي: وليس وادي محسر من المزدلفة ولا من منى بل هو مسيل ما بينهما. اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٣٤٩.
(٣) قال الإمام ابن حجر في حاشيته على كلام النووي: "المراد بهذا الوادي بعض محسّر خلافاً لما توهم عبارة المصنف سواء قلنا إن محسّراً خمسمائةٌ وخمسٌ وأربعون ذراعاً أو جميع ما بين مزدلفة ومنى إذ لو أريد به محسّر وأن الإضافة تنافيه كما في غير هذا المحل نافى قولهم: إنّ عرضه رمية حجر ولا مانع من أن بوادي محسّر وادياً صغيراً عرضه ما ذكر بل المشاهدة قاضية بذلك". اُنظر نفس المرجع ص ٣٤٨.
(٤) السنن الكبرى لإمام المحدثين أحمد بن الحسين بن علي البيهقي برقم (٩٦٠٨).

<<  <   >  >>