للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثلاثة يرمونها يوم النفر في أي ساعة شاؤوا من ليل أو نهار" (١).

هذه النقول سقتها بين يدي قراء هذا الكتاب توثيقاً مني للاجتهاد الذي أشرت إليه وهو ما توخيته في مجمل أبحاث الكتاب كما اجتهدت في أن يجمع كتابي بين اجتهادات المتقدمين والمتأخرين من الفقهاء والمعاصرين منهم لإكساء الكتاب حلة جديده أسأله سبحانه أن تكون مرضية عنده عنوانها التوفيق والإخلاص.

ومن الثمار التي رجوتها من وراء ذلك أيضا أن يعلم الحجاج الكرام خطورة الازدحام وطبيعة المشقة التي يسببها ويعانيها ضيوف الرحمن خاصة عند رمي الجمار لنتعاون جميعاً على فهم الاجتهادات الفقهية الموثقة المنقولة عن سلف هذه الأمة والمترابطة بأصلي الكتاب والسنة لنغترف منها ما يتمشى مع صلاح عصرنا، ويرفع الحرج عنا دون أن نخرج عن الضوابط التشريعية لهذه الفريضة وبهذا نملك من الزاد العلمي ما ننأى به عن اتهام العلماء الثقات بالتغرير بنا فيما يزعمون أنه حِجة فقهية لا حِجة نبوية! فإن هذا كلام إذا رميت بسهامه مصداقية الفقهاء المتنورين أحدث إساءة وسوء فهم في بيت الله الحرام واتهاماً لمن صانتهم علومهم وسيرتهم عن أمثال هذا الهراء الذي تبعث عليه العصبية والجهل بأحكام المناسك، والافتقار إلى فهم الواقع المصاحب لهذه الفريضة من جهد ومشقة بالغين (٢).


(١) اُنظر نفس المرجع للدكتور يوسف قرضاوي ص ٩٢ ـ ١٠١.
(٢) لكن هذا ليس على إطلاقه فهناك من الذين يقفون على رأس هذه الفريضة ممن لاحظ لهم من العلم والخشية لله تعالى ولا همَّ عندهم سوى الرياسة الكاذبة والصدارة المزعومة وجمع المال ولو من حرام اتخذهم الناس رؤوساً جهالاً فصدّقوا أنفسهم، فضلّوا وأضلوا، ومن هؤلاء من يجمعون الرمي ليلة الثاني عشر من ذي الحجة بعد منتصف الليل فيرمون قبله بقليل عن اليوم الحادي عشر من ذي الحجة ويرمون بعده ليلاً عن اليوم الثاني عشر منه دون أيّ مستند فقهي سوى التوفير في نفقات الأجرة لنقل الحجاج مرة واحدة وفي وقت واحد عوضاً عن مرتين وفي وقتين مختلفين، وحتى دون الانتظار إلى الفجر وفق رواية أبي خنيفة التي أخذت بها السلطات السعودية اليوم تيسيراً وتخفيفاً.

<<  <   >  >>