للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواجبات.

وأما قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة: ٤] الذي فيه الأمر بالتسمية، فإنّ المقصود بذلك التسمية عند الأكل. قال الإمام القرطبي: "وهو الأظهر" (١)، وقد استدل القرطبي بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يستحلُّ الطعام ألا يذكر اسم الله عليه" (٢).

ومن السنة أن يسأل الله القبول أخذاً من الدليل العام على لسان الخليل والذبيح معاً وهما يبنيان البيت ويدعوان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: ١٢٧]، وأخذاً من الدليل الخاص الوارد في صحيح مسلم عن عائشة أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ الكبش، ثم ذبحه، ثم قال: "باسم الله، اللهم تقبل من محمد، وآل محمد، ومن أمة محمد، ثم ضحَّى به" (٣).

زاد ابن ماجة: "فقال حين وجّههما (٤): إني وجَّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أوَّل المسلمين. اللهم! لك ومنك (٥)، عن محمد وأمته" (٦). وزاد أبو داود: "باسم الله، والله أكبر، ثم ذبح" (٧).


(١) الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ٦/ ٧٣.
(٢) صحيح مسلم (٢٠١٧/ ١٠٢).
(٣) صحيح مسلم (١٩٦٧/ ١٩).
(٤) أي: وجّه الكبشين؛ لأن رواية ابن ماجة فيها كبشان.
(٥) قال الإمام النووي: "قال أصحابنا: ويستحب معه: اللهم! منك وإليك، تقبَّل مني، فهذا مستحب عندنا وعند الحسن وجماعة، وكرهه أبو حنيفة، وكره مالك: اللهم! منك وإليك، وقال: هي بدعة". اُنظر شرح النووي على صحيح مسلم ١٣/ ١٠٦.
أقول: ورواية ابن ماجة وكذا رواية أبي داود التالية حجة لمذهب الشافعية ومن وافقهم، والله أعلم.
(٦) سنن ابن ماجه (٣١٢١).
(٧) سنن أبي داود (٢٧٩٥).

<<  <   >  >>