للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تم توقيف المضخات، بدأ الماء يرتفع في البئر حتى وصل إلى (٣.٩٠) متراً خلال إحدى عشرة دقيقة".

كما قال:

"ولن أنسى ما حييتُ هذا المنظر الرهيب: كانت المياه تتدفق من هذه المصادر بكميات لم يكن يتخيَّلها أحد، وكان صوت المياه وهي تتدفق بقوة يُصِمُّ الآذان" (١).

وعن المصادر غير المباشرة التي تغذي العيون الرئيسية والفرعية التي تغذي بدورها بئر زمزم تبين للعلماء بالبحث العلمي الطويل أن ثمة شقوقاً وخيوطاً شعرية دقيقة تسري فيها المياه كما يسري الدم في العروق، تمضي في مسيرتها آلاف الكيلومترات، لتصب في آخر المطاف في تغذية العيون التي ترفد البئر المبارك. والدليل الذي استند إليه العلماء أنه لدى تحليلهم للماء الذي يمر من خلال تلك الشقوق ثبت أنها تحتوي على ذات الأملاح التي يحتويها ماء زمزم، مما يؤكد أن روافد البئر تمضي ضمن أقنية شعرية، وتلتف في أعماق الأرض لآلاف الكيلومترات (٢)، وكأن البئر الزمزمي هوالقلب الذي تضخ إليه الدماء، فيقذف من جديد من الفتحة الخاصة به، فسبحان الله صاحب الخلق والأمر والإبداع الذي جعل مكة المكرمة مركز العالم كله، توزع منها سحائب الرحمة والرضوان، وترتحل من أرضها مياه البركة والشفاء والإطعام، وتختزن أرضها كميات المياه الاحتياطية التي تقدّم الحياة للبشرية كافة، فالحمد لله أولاً وآخراً، والسجود لعظمته في كل حادثة وبارقة.


(١) نفس المرجع ص ١٧٦
(٢) عن محاضرة للدكتور الباحث الإسلامي زغلول النجار في برنامج بلا حدود على أثير قناة الجزيرة.

<<  <   >  >>