مذهب معين، فالقولُ يصرف إلى السادة الشافعية الذين جعلت ما ذهبوا إليه محور كتابي بسبب تتلمذي على مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي الغزِّي المكي؛ ولأن الذين صدَّرت الحديث عنهم: النووي ـ الهيتمي ـ الغزالي ـ كلهم شافعية.
الأقوال المشتهرة عن الأئمة الأعلام يحتاج إليها علماء الأمة وطلاب العلم وعامة الحجاج على حد سواء دفعاً منهم لحرج يصيبهم إن أحاطوا بها علماً؛ لذلك أثبتُّها، وأكثرتُ منها، لكنني دوَّنت العديد من نصوصها في الحاشية، كي يبقى متن الكتاب صالحاً لجميع شرائح المجتمع أما حاشيته فيمكن لمعظم ما كتب فيها أن يخص طائفة العلماء فيهم.
وفي كل مناسبة من ركن أو واجب أو أدبٍ نبوي لا أنسى التعريج على الحكمة المرجوة منه ما سنحت إلى ذلك فرصة، ضمن دراسة فكرية تقتنص الفائدة، وتغوص في العمق لإدراكها، ولا تتجمد عند حدودها.
ومع كل ذريعة أو مفسدة أو فكرة هدامة وافدة يصنعها لأبنائنا محترفوا الغزو الفكري لي وقفة تأمل ونظر ورد علمي مفحم، بما يلهمني مولاي من رشاد وسداد.
فالكتاب يحتوي على اللغة ومدلولاتها، وعلى الفقه المقارن، وعلى الاستدلالات الفقهية، وعلى العلة والحكمة لكثير من الأحكام الفقهية، وكذلك على تخريج ودراسة وافية للأحاديث النبوية التي تحتاج ذلك، ثم على الأبحاث الفكرية، وعلى مسائل العقيدة، وعلى ما يدخل في إطار التنوع والفائدة بما تقتضيه المناسبة، يردفني في ذلك خبرتي المتواضعة في إدارة الأفواج، ومتابعة شؤون الحجاج.
قمت بهذا مستعيناً بالله، معتمداً على هديه وتوفيقه، متبرئاً من كل حولٍ مني وقوة إلى حول الله وقوته المطلقة التي أولتني من العناية والرعاية ما قدرتُ به على تنفيذ ما