ضمن ذلك المعلم كما في بناء الكعبة المشرّفة، ومقام إبراهيم، أو بالنسبة إلى مدينة مكة، مع ذكر أبرز التحولات التي جرت هناك كما في ميقات قرن المنازل، وسائر المواقيت.
فالكتاب نقلة رائدة ـ بإذن الله وتوفيقه ـ في الخروج عن الأسلوب التقليدي في أبحاث هذه الفريضة الجامعة المانعة، مع الحفاظ على المضمون الفقهي بدقة وأمانة، والعودة إلى مصادر تلك الأحكام المباركة وهي الكتاب الكريم، ثم السنة المشرّفة التي فصَّلت أحاديثها النبوية كليات وجزئيات رحلة الحج إلى بيت الله الحرام، وإنها لمتعة وعبادة وفائدة وتربية في آنٍ واحدٍ أن تستقي من جديد تفصيلات حياتك اليومية من ينابيع النبوة، وهي تتلى عليك من فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بعيداً عن الحكم الفقهي المجرد عن الرابط المشاهد الذي يضفي على أقوال الفقهاء نوراً وضياءً يستقر في قلوب المؤمنين على أنّ تلك الأحكام الفقهية هي في واقع الحال مقتبسة من ذلك الضياء الخالد.
في هذه الدراسة أُثبتُ بين قوسين كلام جابر، ومن ثَمَّ أبدأ بالنظر والبحث على ضوء كتب جهابذة علماء المسلمين، وفي مقدمتهم الإمام النووي في كتابه الجامع المانع:"شرح صحيح مسلم" وكتابه: "الإيضاح في مناسك الحج"، والإمام ابن حجر الهيتمي في حاشيته على شرح الإيضاح، وحاشيته الأخرى على "المقدمة الحضرمية" المعروفة باسم: "المنهاج القويم"، والإمام حجة الإسلام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" وغيرهما من الفقهاء المعتمدين، ضمن منهج الإكثار من النقول الموثقة عنهم ترويضاً مني للقارئ على الإبحار في أمثال هذه الكتب التي لا يقرؤها عادة إلّا المتخصصون، وتبركاً مني بعباراتهم وهم نجومُ هذه الأمة، وتوثيقاً لما أُسطره في كتابي من أحكام.
إذن تحت كل فقرة من كلام جابر بيانٌ وتفصيلٌ لما جرى في حجته - صلى الله عليه وسلم - من أحكام وأحداث، وإبراز لأشهر أقوال الأئمة الأربعة، مع مراعاة أنني إذا لم أنسب القول إلى