نصوص أخرى في جزئيات من الحج رويت بزيادات عن جابر سواء عند مسلم أو غيره فأتيت بها واستفدت منها، كما استفدت من الأحاديث الأخرى في فريضة الركن الخامس عن علي وعائشة وسائر الصحابة اقتبست منها ما يعود بالخير على البحث وقرائه. ومع كل خطوة أخطوها أقف مليّاً باحثاً في قضايا تاريخية ودينية أغوص فيها لاستخراج فوائد في شتى الفنون تكسو الكتاب حلة جديدة تعطيه مزيداً من التفرد والخصوصية، فمثلاً عندما أتحدث عن مقام إبراهيم فإنني لا أقتصر على ذكر الأحكام الإسلامية الخاصة بهذا الموضع وإنما أتناول تاريخه وأبرز المعالم التي مرت به منذ عهد إبراهيم عليه السلام، وما تميز به والحجر الأسود عن سائر حجارة مكة من أنه لم يعبد مثلاً رغم تعظيم قريش والعرب للحجارة آنذاك، وفوائد أخرى أُعرّج عليها من هذا القبيل.
وعندما أتحدّث عن الصفا لا أنظر إليه من خلال الأوراد والأذكار التي تواكب السعي بين الصفا والمروة فحسب، وإنما أتعدى ذلك إلى أبرز الأحداث التاريخية التي جرت عنده في عهد النبوة، وكذا عندما تناولت ميقات الحديبية في الحج، والتنعيمَ في العمرة.
وفي الكلام حول البيت موضوعات ثمينة من نحو ضرورة رسم خرائط جديدة للقارات الخمس تُمسح فيها الكرة الأرضية من جديد على أن الخط الرئيسي الذي يشكل محور تلك الخرائط هو الذي يمر من الكعبة المشرّفة وليس من قرية غرينتش قرب لندن.
أما الحديث عن ماء زمزم ففيه من الأبحاث العلمية ما يفي بغرض هذه المعجزة الخالدة التي يجهل الكثير من المسلمين قدرها، كما يجهلون العظمة الحقيقية لكثير من كليات وجزئيات هذا الدين السماوي المتجدد في معجزته وعطائه.
ومع كل مَعْلَم نزوره في "الركن الخامس" أرقام صحيحة عن الأبعاد الرئيسية