للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسالات السماء.

وفي الحج إبرازٌ لرجال القدوة الأجِلاّء في تاريخ البشر.

وفي الحج تنسكب حقائق العبودية على قلب العبد المؤمن بما يُفيضه المولى عليه من واراداتٍ ومنح.

وفي الحج ارتباط الأرض بالسماء من خلال الدعاء والالتجاء، والانقياد والإتباع.

ومن فضيلته أن المسلم يدخل إليه بلباسٍ مخصوص ليس له عنه بديل ما لم يكن ثمة عذر.

ومن فضيلته أن من كان للحج مستطيعاً قادراً ولم يحج فإن الحبيب الأعظم محمداً - صلى الله عليه وسلم - يهدده بأن يختار بين ميتة هذا الصنف أو ذاك ممَّن ضلّوا عن صراط الأنبياء المستقيم، لذلك قال الإمام الغزالي: "فأعظِمْ بعبادة يعدم الدين بفقدها" (١).

ومن فضيلته أنَّ المسلم إذا وجد إلى الحج سبيلاً ولم يفعل فمات ولم يحج سأل الرجعة إلى الدنيا، ولم يعطها، على ما ذهب إليه حبرُ هذه الأُمة ابنُ عباس الذي فسَّر بذلك قوله تعالى: {رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا} [المؤمنون: ٩٩ - ١٠٠] وكان يقول فيها: "هذه الآيةُ من أشدّ شيءٍ على أهل التوحيد" (٢).

هذا وثمة أحاديث في فضل الحج يستحسن أن نأتي على ذكرها لعل الله يجري فيها الخير على لسان كتاب "الركن الخامس" وينفع به أقواماً ما زالوا يترددون في أداء هذه الفريضة:


(١) إحياء علوم الدين للإمام حجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي جـ ١ صـ ٢٤٠.
(٢) تهذيب تحفة الحبيب في شرح نهاية التدريب للعلامة أحمد بن حجازي الفَشنيصـ ١٩٨، وفي رواية ابن عباس ذكرُ الزكاة أيضاً.

<<  <   >  >>