للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوقت من تعظيمه وتوقيره وإنجذاب القلوب إليه، ومن المعلوم أنّ الملوك وغيرهم يبنون الحصون والمدائن، والقصور بالآلات العظيمةِ البناءَ المحكم، ثم لا يلبث أن ينهدم ويُهان، والكعبة بيت مبني من حجارة سود بواد غير ذي زرع، ليس عنده ما تشتهيه النفوس من البساتين والمياه وغيرها، ولا عنده عسكر يحميه من الأعداء، ولا في طريقه من الشهوات ما تشتهيه الأنفس، بل كثيراً ما يكون في طريقه من الخوف والتعب والعطش والجوع ما لا يعلمه إلّا الله، ومع هذا فقد جعل الله من أفئدة الناس التي تهوي إليه ما لا يعلمه إلّا الله.

وقد جعل للبيت من العزّ والشرف والعظمة ما أذلَّ به رقاب أهل الأرض حتى تقصده عظماء الملوك ورؤساء الجبابرة، ومن ثم نجدهم هناك في الذلِّ والمسكنة كآحاد الناس!

وهذا مما يعلم بالاضطرار أنه خارج عن قدرة البشر، وقِوى نفوسهم، وأبدانهم والذي بناه قد مات من آلاف السنين (١).

* * *


(١) اُنظر كتاب الكعبة مركز العالم للدكتور سعد المرصفي، فيما نقله بتصرف عن شيخ الإسلام ابن تيمية.

<<  <   >  >>